نصائح واستراتيجيات سريعة للعلاقات الجديدة

نصائح واستراتيجيات سريعة للعلاقات الجديدة

أريدك أن تنظر إلى المواعدة على أنها استمرار لرحلتك نحو زيادة معرفة الذات والتعاطف مع الذات وحب الذات.

قبل ستة أشهر ذهبت إلى طبيبة الأمراض الجلدية الخاصة بي لأحصل على علاج لبقع أشعة الشمس. بعد أسابيع قليلة من العلاج تلاشى . عدت قبل عدة أيام إلى عيادة الطبيبة. قلت: "أنا لا أفهم لماذا لدي هذه البقع مرة أخرى. أنا أضع كريم واقي من الشمس. أركض في الصباح الباكر، ولا أستلقي في الشمس." أجابت: "أنتِ تفعلين كل الأشياء الصحيحة من أجل منع الضرر الإضافي. البقع التي تظهر هي من أضرار أشعة الشمس الماضية. الوقت الذي تعرضتِ فيه لحروق الشمس في المصيف عندما كنتِ في الثالثة عشرة من عمرك. رحلتك إلى شرم الشيخ لقضاء عطلة الربيع الجامعية". إنه مثل معتقداتنا الأساسية تمامًا. يمكننا إجراء تغييرات إيجابية في سلوكنا لتجنب أي ضرر إضافي، ولكن ستظل الأوقات التي تظهر فيها الأشياء القديمة ونحتاج إلى التعامل معها بأفضل طريقة ممكنة.


المعتقدات الأساسية للآخرين

بينما تستمر في الحفاظ على وعيك بنفسك، فمن المهم أن توسع وعيك ليشمل الشخص الآخر. مثلما تعرفت على نفسك تعرف على الشخص الآخر، وحاول تخمين معتقداته الأساسية. يمكنك مراجعة بعض العبارات الواردة في الفصل الثاني لتحديث ذاكرتك حول المعتقدات الأساسية. تذكر: ليس هذا هو جوهر الاعتقاد هذه هي المشكلة؛ لذا احتفظ بهذه المعلومات برفق وبدون أحكام. إن السلوك ردًا على الاعتقاد الجوهري قد يكون مشكلة محتملة. ردود أفعال الآخر السلوكية وكيف يتصرف تجاهك وتجاه الآخرين هو ما سيؤثر على الأرجح مع اعتقادك الجوهري بالتخلي، فأنت تعلم أنك تفرط في الإدراك بأي نفحة من الانسحاب أو الرفض. من المهم بالنسبة لك أن تتسامح مع بعض السلوكيات المقبولة ولكن غير المحبذة بالنسبة لك. قد تحتاج إلى المزيد من المشاهدة والانتظار لأن أنماط السلوك تظهر بمرور الوقت. أنت بحاجة إلى وقت لمعرفة ما إذا كان الشخص الآخر موثوقًا به لكى تستمر معه أم انه غير متوقع. سيساعدك البقاء حاضرًا باستخدام اليقظة والانخراط في أحد أنشطة تشتيت الانتباه في التعامل مع الغموض وعدم اليقين المحتوم الموجودين بشكل خاص عندما تكون في المراحل الأولى من تكوين العلاقة.

دعنا نتعرف على بعض الأنماط التي لن تناسبك:

      لا يمكن التنبؤ به
غالبًا ما يكون الشخص الذي لا يمكن التنبؤ به جذابًا. كن حذرًا لأن ذلك الشخص سيبقيك في ضباب عاطفي.

      غالبًا ما يلغي الخطط أو يغير الخطط أو يصنع خطط في اللحظة الأخيرة
الشخص غير المستقر يقوم دائمًا بتغييرات كبيرة في حياته؛ فهو يتحرك كثيرًا، أو يبدو أنه يغير أصدقاءه بشكل متكرر، أو ليس لديه العديد من الأصدقاء. يغير وظائفه بشكل متكرر أكثر من معظم الناس، ويبدو أنه مستعد وقادر على الحضور والاختفاء.

      لا يمكنك الاعتماد على أي تواصل منتظم معه
غير متاح. عندما يكون معك يمكن أن يكون الأمر سحريًا فهو يبدو معجبًا بك ومندمج تمامًا. ثم يختفي للأسف! يتركك تتساءل عما حدث. قضيت ليلة رائعة معه حتى أنكما تحدثتما عن اللقاء مرة أخرى. مر يومين ولم تسمع منه. هذا الشخص غير المستقر غير مناسب لك (بل ولأى شخص).

أما بالنسبة للأنماط الأخرى، فقد تحتاج إلى منحهم بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان الوقت مبكرًا لمرحلة الدخول في علاقة أو إذا كان هذا نمطًا سلوكيًا.
 

 

قابلت راندا أحمد في مطعم حيث كان كلاهما يتناول الطعام بصحبة أصدقاء آخرين. اقترب أحمد من راندا وأعطاها رقمه وأخبرها أنه يدعوها لتناول القهوة أو الغذاء. اتصلت به وخططوا للّقاء ورتبت موعدًا أول رائعًا. كلاهما استمتع و التقيا مرة أخرى بعد يومين ثم لم تسمع راندا من أحمد لمدة أسبوع. لقد وضعوا خطة أخرى، لكنها لم تسمع منه في التاريخ المخطط له، ولم يرد على رسائلها بخصوص مكان اللقاء أو إن كان ألغى الموعد. اتصل لاحقًا ليعتذر بحجة حدوث أمر طارئ. اجتمعت راندا معه بعدها وقضيا وقتًا رائعًا. بعد عدة أيام اختفى مرة أخرى ثم عتذر وقال إنه لن يحدث ثانية ولكنه فعلها مجددًا. وهكذا توقفت عن رؤيته.

 
من السهل أن تتوقف عن رؤية شخص ما إذا لم تقضِ معه وقتًا رائعًا أو لا تستمتع برفقته لكن من الصعب التوقف عندما تكون الأوقات التي تكون فيها معه جيدة. ومع ذلك، الأوقات الجيدة غير المنتظمة ليست ممتعة. هذا هو سبب أهمية أن تبقى على علم بما تشعر به أثناء المواعيد وبينها.

اكتب أفكارك ومشاعرك وملاحظاتك. احتفظ بسجل التواريخ والاتصالات. إذا كنت تقضي المزيد من الوقت تتساءل وتقلق أكثر مما تستمتع، فهذا دليل واضح على الأرجح أن هذا هو الشخص الخطأ بالنسبة لك.
إشارات تحذير

بالإضافة إلى الأنواع السامة من الأشخاص الذين يحفزون قلبك بالمعتقدات (المتخلي، المسيء، المحروم ، المدمر، والناقد)، هناك سمات وسلوكيات شخصية قد تنجذب إليها لأنها مألوفة (لكنها غير صحية). هذه هي قائمة بالسلوكيات الأخرى التي يجب أن تثير قلقك.
مرة أخرى، أقترح عليك الاحتفاظ بسجل. تذكر أنى لا أحاول أن أثير ضيقك، ولكن من السهل تجاهل الأنماط في المراحل الأولى من العلاقات عندما تكون مثيرة للغاية.

   التفكير بالأبيض والأسود: هذا الشخص يرى كل شيء في أقصى الحدود، ولديه رأي قوي جدًا حول كل شيء. إنه لا يميل لفهم الآراء التي تختلف عن آراءه.
   القاضي: هذا مثل المفكر الأسود والأبيض. شخص لديه آراء قوية جدًا. غالبًا ما يكون قاسيًا و عنيدًا جدًا في نظره للأشياء.

   المسقط: هذا الشخص يلوم الجميع على ما يحدث له. على سبيل المثال، قد يقول: "كان الشرطي غبيًا لإعطائي مخالفة سرعة" بينما لم يذكر حقيقة أنه تجاوز الحد الأقصى للسرعة. في الوقت المناسب سيُلقى هذا الشخص اللوم عليك.
   المتكلم "السابق": لا يستطيع هذا الشخص التوقف عن الكلام عن شريكه السابق. وفقًا له، فإن شريكه السابق هو أسوأ شخص حي. السابق هو المسؤول عن كل شيء خطأ في علاقته. هذا الشخص لا يتحمل أي مسؤولية مشتركة عن نهاية العلاقات.

   الضحية: هذا الشخص مشابه للنمط السابق إلا أنه أكثر سلبية في عرضه. الأشياء السيئة تحدث له فقط. ويرى أن جميع من حوله يستغلونه.
   الجوكر: الجميع يحب الضحك، لكن هذا الشخص يحاول تغطية ازدرائه للآخرين بالمزاح. تصريحاته الساخرة ليست مضحكة، إنها مؤلمة.

   الشخص "ذو القواعد الصارمة": صارم للغاية وغير منفتح على طرق أخرى لفعل الأشياء.
   الناقد: يجد هذا الشخص شيئًا خاطئًا مع كل شيء وكل شخص. في الواقع، أنه يبحث عن أشياء لينتقدها.

   دون جوان: هذا الشخص يمزح باستمرار، ولديه الكثير من العلاقات. إنه غير مناسب ويقلل من قيمتك.
   المالك: هذا الشخص مشبوه وغيور من كل علاقة لديك. يريدك أن تركز فقط عليه.

   الشخص المثالي: سيضعك هذا الشخص على قاعدة التمثال ويعبدك. لسوء الحظ، لن يمر وقت طويل قبل أن يطردك من قاعدة التمثال.
   الكارثة: هذا الشخص يرى كل حدث كبداية لشيء كارثي. نظرته السلبية الصارمة للعالم لن تجعل علاقتكما صحية.

احتفظ بسجل لتكرار هذه السلوكيات. كن على دراية بأنماط السلوك التي تشكل حواجز أمام تكوين العلاقة الصحية التي تريدها. (يمكننا جميعًا المشاركة في أي من هذه السلوكيات بشكل دوري فلا بأس بذلك). استخدم قاعدة الإنذارات الثلاث. يمكنك أن تفعل الشيء نفسه في دفتر يومياتك عن طريق تتبع عدد المرات الأخرى التي يُظهر الشخص هذه السلوكيات خلال فترة شهر واحد.
قِيَم الآخرين

تضمنت هذه الرحلة تحديد قيمك والالتزام بحياة تحركها القيم. لذلك من المهم أن يكون لهذا الشخص قيم وتكون ذات القيم التي تتوافق مع قيمك. لا يلزم أن تكون متطابقة، لكن يجب أن تكون متوافقة. إذا بدأت للتو في بناء علاقة مع شخص ما ضع قائمة بقيمه. لا تطلب منه أن يخبرك بها لكن حاول تخمينها بطريقة مستنيرة من خلال التعارف بينكما. على سبيل المثال، إذا فعل تجاه المجتمع خدمة أو تشارك في منظمة خيرية يمكنك الاعتقاد أنه يهتم ورحيم. ضع في اعتبارك ما يأكله ويشربه، فمن المحتمل أن تستنتج كيف يقدر الصحة واللياقة البدنية والرفاهية.
استخدم دفتر يومياتك لتسجيل ما يلي:

ضع قائمة بقيمك.
ضع قائمة بقيم الشخص الآخر.

من السهل أن تضيع في علاقة جديدة وتنسى مؤقتًا قيمك.

 كانت لدى منال تلك التجربة عندما كانت تواعد يوسف.

كانوا يقضون وقتًا رائعًا معًا، وبينما كانت على تواصل معه تجاهلت بعض سلوكياته (علامات الغيرة المبكرة، والشك) تحت تأثير الوقت الممتع. بعد ثلاثة أسابيع من علاقتهما حصلت على قائمة بالأشياء التي يحبها. كان الكثير من تلك العناصر يتعارض مع قيمها: الانتقام، الشراب، القمار. لم يذكر أبناءه! أدركت في تلك اللحظة أن هذا الشخص الخطأ بالنسبة لها.
 

أحد التحديات التي نواجهها جميعًا في العلاقات هو الغموض وعدم اليقين خاصة في المراحل المبكرة. نريد أن نعرف ما الذي سيحدث. نحن نتخيل. نصنع تنبؤات. نترك الحاضر وننشغل بالمستقبل. ولكن كما تعلمنا أنه من غير المفيد البقاء في الماضي، كذلك ليس من المفيد الحديث عن مستقبل غامض قد يكون مصدر إلهاء كبير.
 ابق على علم. كن يقظًا. عش اللحظة ... عش الحاضر.