حياة غامضة: تجربة الخروج من الجسد

الخميس، 19 أغسطس 2021

تجربة الخروج من الجسد

 الخروج من الجسد (OBE بالإنجليزية) يعد في أغلب الأحيان مجرد عنوان أو اسم لمجموعة من الأشياء فأولًا حسب هذه النظرية إن الخروج من الجسد هو الكل أي مثلًا لنقل الدراسة، ومثلًا مادة الرياضيات هي نوع من الدراسة، فالخروج من الجسد OBE هو الكل مثل الدراسة وأنواعه هي: الإسقاط النجمي Astral Projection أو AP اختصارًا الرؤية عن بعد Remote Viewing التجارب القريبة من الموت Near Death Experience أو NDE اختصارًا و يمكن إدراج الحلم الواعي أو Lucid Dreaming تحت ذلك لكون الأحلام نتيجة خروج الروح أثناء النوم. و أما في بعض الأحيان فالخروج من الجسد يعد نوعًا وحده، والطرح النجمي نوعًا آخر، وقرب من الموت يدرج أحيانًا تحت الخروج من الجسد، فهنا كل نوع وحده ليس مدرجًا تحت شيء.


يذكر الباحث والمؤلف (ريتشارد وايزمان) في كتابه الذي حمل عنوان  Paranormality: Why We See What Isn't There  والمنشور في  مارس ، 2011 كيف يمكن للعقل أن يصنع تجربة الخروج من الجسد OBE من خلال تجربة ذكرها كالآتي :



ركز نظرك على النقطة السوداء في مركز الصورة المبينة في هذا المقال ثم استمر في التحديق فيها بحيث تتمكن من تثيبت وضع عينيك ورأسك ومن ثم ستتكتشف بعد مرور 30 ثانية أو نحو ذلك تلاشي المنطقة الرمادية المحيطة بالنقطة تدريجياًو ببطء ، وبعدها قم بتحريك رأسك أو عيناك فستعود المنطقة المختفية إلى الظهور مجدداً.

مالذي حدث ؟ 

يقول (وايزمان) أنها ناجمة عن ظاهرة يشار إليها بـ التعود الحسي  Sensory Habituation،  فعندما تقدم لأي شخص أمور فيها ثبات واستمرار لحواسه مثل سماع صوت أو رؤية صورة أو شم رائحة فإنه سيصبح معتاداً إليها أكثر فأكثر إلى أن يختفي نهائياً من تركيزهم .

على سبيل المثال إذا قمت بالمشي في غرفة تعبق برائحة القهوة لطازجة فإنك ستلتقط بسرعة هذا العبق السار لك ، ولكن بعد أن تبقى في الغرفة لبضع دقائق فسيبدو لك أن الرائحة اختفت، ولن يتسنى لك في الواقع عودة هذه الرائحة مجدداً إلا بعد أن تخرج من الغرفة وتعود إليها مجدداً ، وهذا ما يحدث عند التحديق في الرسم الموضح إذ  تصبح عيناك عمياء للمنطقة الرمادية المحيطية وذلك لأنها لم تكن تتغير أمام عيناك بل بقيت في ثبات.

ويرى  الباحث (سو بلاكمور) أن العملية المشروحة آنفاً تعتبر أساس تجربة الخروج من الجسد أو ما يسمى إختصاراً بـ OBE ، لأن هؤلاء الأشخاص يميلون إلى عيش هذه التجارب تحت ظروف لا تستقبل فيها أدمغتهم إلأ كمية ضئيلة من المعلومات "الغير متغيرة" من حواسهم،  أي تعرضهم لعملية سرقة معلومات إبصارية إما بسبب إغلاق عيونهم أو وجودهم في مكان مظلم ،  وبالإضافة إلى ذلك لا يملك هؤلاء الأشخاص عادة أية معلومات لمسية لأنهم مستلقين على فراشهم أو مسترخين في حوض الإستحمام أو تحت تأثير أدوية معينة.

وفي ظل هذه الظروف يصبح الدماغ بسرعة "أعمى" اتجاه المعلومات الضئيلة التي ترده ولهذا يسعى جاهداً لإنتاج صورة محكمة الترابط عن المكان الذي فيه.

وعلى غرار الطبيعة ،تكره الأدمغة الفراغ (الفضاء الخالي) ولذلك تبدأ في توليد صورة مجازية عن المكان الذي توجد فيه وعن ما تقوم فيه ، ويضع (بلاكمور) فرضية تقول بأن أنماط معينة من الأشخاص يجدون أنه من السهل تصور كيف سيبدو لهم العالم من حولهم عندما يطوفون خارج أجسادهم وقد يصبحون أكثر إنغماساً في تصورهم هذا إلى درجة يختلط فيها واقعهم مع خيالهم ومن المرجح أن أولئك الأشخاص بالذات يميلون إلى إختبار تجارب الخروج من الجسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية