حياة غامضة: سحر الفودو

السبت، 26 أكتوبر 2019

سحر الفودو


لا بد أن لفظ فودو قد مرّت من قبل.. قرأتها في رواية رعب تتعلق بإفريقيا.. أو سمعتها في أحد أفلام الرعب الممنوعة لمن هم أقل من 18 عامًا.. أو في برنامج وثائقي وفي هذه الحالة لا بد أن اللفظة ترتبط في ذهنك, بمجموعة من الأفارقة يرقصون ويتقافزون في الهواء وهم يرتدون ملابس عجيبة, ويغطون وجوههم بأصباغ أعجب..
البعض يظن أن هذه الكلمة لا تعني سوى السحر الأسود, والبعض الآخر يظن أنها مذهب ديني لم يعد له وجود, في حين يصرّ البعض على أن الأمر كله مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة, لذا أعتقد أنه حان الوقت لنزع الغموض عن هذا الموضوع الشيّق, وسنبدأ في هذا على الفور.



 ميلاد الفودو وتاريخ انتشاره

يؤمن العديد من المؤرخين بأن مذهب الفودو وجد في إفريقيا منذ بداية التاريخ الإنساني, ويقول بعضهم إنه يمتد إلى 10 آلاف عامًا بالتحديد, لكن الدراسات المستمرة في هذا الموضوع خرجت علينا بنظريات جديدة, ومنها أن أهم أسباب تشكيل ديانة الفودو على هذا الشكل الذي يعرفه الآن, كان الاحتلال الأوروبي لإفريقيا, وبدء تجارة العبيد.. ففي الوقت الذي كان يفكر فيه المحتل الأوروبي بتمزيق معتقدات الأفارقة الدينية, ****لة ناجحة لتحويلهم من جماعات إلى أفراد يسهل السيطرة عليهم, كان خوف هؤلاء الأفارقة على ديانتهم عميقًا إلى درجة أنهم اجتمعوا مرارًا, ليقوموا بتعديل وتطوير شعائرهم الدينية, ومزج هذه الشعائر رغم اختلاف الطوائف, حتى خرج مذهب الفودو في نهاية الأمر في صورته النهائية.. وكلمة فودو (Voodoo) في حد ذاتها شتقة من كلمة (Vodun) التي تعني (الروح), وكان انتشار هذه العقيدة التي بدأت في جزر الكاريبي سريعًا, حتى أنه شمل كافة الدول والمقاطعات الإفريقية, مما ساهم في نجاح وبقاء هذا المذهب الجديد. ومع انتشار تجارة العبيد, انتشر الفودو حتى وصل إلى الأمريكيتين, واستقر في (هايتي) واكتسب هناك شهرة خاصة بأنه طقوس للسحر الأسود قادرة على الإيذاء, وبينما استقر الفودو في (هايتي) وبعض جزر (الكاريبي) بدأ يختفي ويتلاشى من إفريقيا ذاتها.. أو هذا ما يظنه البعض!


عقيدة الفودو

الإله في معتقداتهم يتمثل في أرواح الأجداد والأباء الذين ماتوا وهذه الأرواح قادرة على مساعدتهم أو حتى معاقبتهم حسب ما يتصرفون. وبالتالي فإن في معتقداتهم دائرة مقدسة تربط بين الأحياء وكل طقوسهم التي يمارسونها ترتبط في الأساس على إرضاء أرواح الموتى لنيل رضاهم وكثيرا ما تتمثل صورة الإله في ديانة الفودو في هيأة أفعوان ضخم حتى أن البعض ترجموا كلمة الأفعى على أنها (الأفعى الضخمة التي تجمع كل من لديهم إيمان) وككل الديانات الأخرى سنجد أن هناك الكهنة ذوي المرتبة الأعلى والذين يطلق عليهم ألقاب الأب والأم وهؤلاء الكهنة هم في الواقع خدمة الإله أو الأفعوان الكبير يعاقبون باسمه ويكافئون باسمه وبينما يطلق على الإله الأكبر اسم (بون ديو) نجد أن لديهم آلاف الأرواح التي تجوب الأرض من حولهم ويطلق عليها ( لوا ) وهذه ال(لوا) قد تتمثل في أشكال عدة ومنهاال(دامبلاه) و ال(أجواه)و(أوجو)و(لجبا) وغيرها الكثير.
  عقيدة (الفودو) على ثلاثة مفاهيم أساسية هي :
1-الكون كله عبارة عن كيان واحد..وكل جزء فيه منتمي إليه..
فلا توجد كيانات منفصلة..
لا يوجد أنا وأنت..بل كل منا جزء من الكيان الكبير يؤثر ويتأثر بالآخرين بل ويؤثر في الكون ذاته
2-الإله في ديانة (الفودو) هو إله غيبي غير معلوم يسمونه (أولورون)(Olorun ) وقد خلق هذا الإله إلها أصغر يتخذ شكل أفعى ضخمة يسمونها (أوباتالا)(Obalata )..
وقد وكل إليها خلق الأرض وأشكال الحياة عليها..
ولكن (أوبالاتا) حاولت التمرد والاستئثار بالحكم مما حدا بـ (أولورون) لنفيها والقضاء عليها ..
ثم خلق إلها جديدا يسمونه (داهومي)(Dahomy )..وكل إليه شئون البشر..
يساعده أعدادا هائلة من أرواح الآباء والأجداد التي يسمونها (رادا)(Rada )..ولهذه الأرواح قادة منهم يسمونها(بترو)(Petro )..
تلك الأرواح منتشرة في الفضاء حولهم..تعاقبهم أو تساعدهم في أمور حياتهم ..كل حسب إيمانه وإخلاصه..
لذلك نرى أنهم يقدسون أرواح الموتى ويسعون لإرضائها ..
لأن الأرواح في معتقداتهم قد عرفت الحقيقة الكاملة والسر الأعظم وصارت في خدمة الإله..
لذلك تراهم ينسبون كل الأحداث حولهم لأفعال تلك الأرواح..فمثلا :
الروح المسئولة عن البحر يسمونها(أجوي) (Agwi )
الروح المسئولة عن قوس قزح يسمونها(آيدا ويدو) (Aida Wedo )
الروح الحامية يسمونها(آيزا)(Ayza )
روح الشر تتخذ لديهم شكل حيوان ويسمونها(باكا)(Baka )
حارس القبور يسمونه(البارون ساميدى)(Baron Samedi )
الروح المسئولة عن الحب يسمونها(إيزيلي أو إرزولي) Or Ezili)   Erzulie )
روح الإبداع يسمونها(ماويو ليزا) (Mawu Liza)
روح الشفاء يسمونها(أوجيو بالانيو) (Ogou Balanjo) 
روح الحرب يسمونها(أوجون بوداجريس) ( Ogu Bodagris )
روح الشفاء يسمونها(أوسون)(Osun )
روح العواصف يسمونها (سانجو أو شانجو) (Sango OR Shango )
روح المياه(ييمانيا) (Yemanja)
روح الزراعة(زاكا أو أوكو)(Zaka or Oko )
روح الغابات (إيرينل)(Erinle )

الموسيقى والرقص جزء مهم من ديانة الفودو
والموسيقى والرقص في عقيدة (الفودو) هما الوسيلة المثلى للاتصال بال(رادا) ..
لذلك يقيمون الحفلات الصاخبة ويرقصون فيها بجنون على إيقاعات معينة بغية الانفصال عن العالم المادي والوصول لحالة روحانية تمكنهم من التواصل مع الموتى..(تماما كما يحدث في حفلات الزار عندنا بمصر)..
يسمون تلك الرقصات (الكاليسبو)..
وأثناء الرقص تتجسد ال(رادا) في أجساد بعض الراقصين..
وفي هذا دليل أكيد على مدى تدينهم وإيمانهم..
من ثم يتحولون إلى أشخاص (مبروكين) ويقومون بالنصح والإرشاد والتحذير من أخطار المستقبل..ويسمونهم (لوا)..
وحفلات الرقص تلك لا ترتبط بوقت معين(كيوم معين في الشهر أو حسب منازل القمر أو الشمس مثلا..
وهي أيضا ليست يومية..بل ترتبط بمناسبات معينة كالولادة والموت والزواج..
أو إرضاء لأرواح الأجداد الغاضبة التي ألمتهم بوباء ما أو قحط وجدب..
3- كأي ديانة أخرى..فللفودو كهنة يطلقون عليهم اسم (الأب)(هونجان Hungan ) و (الأم)(مامبوMambo )..
أما معابدهم فيطلقون عليها اسم(هونفور أو هامفورت)(Hounfour OR Humfort ) ..يزينون جدرانها برموز متصلة بأرواح الأجداد وكذلك بصور القديسين من المسيحيين..
وفي منتصفها يوجد عامود حيث يتجسد فيه الإله وأرواح الأجداد..وأسفله يوجد المذبح المقدس المزين بالشموع حيث تقدم الأضاحي إرضاء للإله وأرواح الأجداد..
والكاهن في عقيدة (الفودو) هو حاكم القبيلة وطبيبها أيضا..
ويقوم بعلاج أفراد القبيلة بخلطات سرية من الأعشاب تعلمها من أرواح الأجداد ومن الإله كما يقولون..
وختاما..فقد أسلفت أن معتنقي (الفودو) قد قاموا بدمج ديانتهم بالمسيحية لذلك نجد أن هناك نقاط تشابه عديدة بين (الفودو) والمسيحية منها على سبيل المثال :
1-كلتا الديانتين تقران بوجود الإله الأعظم الغيبي خالق كل شيء في هذا الكون
2-كلتا الديانتين تؤمنان بوجود الحياة الآخرة بعد الموت
3-ال(لوا) عند (الفودو) تشبه (القديسين) في المسيحية..الذين عاشوا حياة استثنائية وكانوا  مسئولين عن هداية البشر
4-تتشابه الديانتين في بعض الطقوس الخاصة بالتضحية وتحريم شرب الدم وتحريم أكل الميتة
5-كلتا الديانتين تؤمنان بوجود الأرواح الشريرة والشياطين
6-لكل أصحاب مذهب من معتنقي (الفودو) قديس يتبعونه ويهتدون بخطاه وتلك تطابق فكرة (الراعي الصالح) وقديسي المذاهب المختلفة في المسيحية..
7-يؤمن أتباع (الفودو) مثل المسيحية أن على روح كل شخص ملاكين حارسين:
الملاك الحارس الأكبر(جروس بون أنجي ) والملاك الحارس الأصغر(تي بون أنجي)
الملاك الحارس الأصغر يترك الجسم عند النوم أو أثناء طقوس (الفودو) في الحفلات الراقصة..
ولذلك يكون الشخص دوما معرضا للهلاك بواسطة قوى الشر أو التلبس بالأرواح طيلة وجوده خارج الجسد..
وفكرة الملاك الحارس الأكبر و الأصغر موجودة في المسيحية أيضا..

الفودو في الدين الإسلامي
الفودو في المفهوم الإسلامي هو سحر واستعانة بالشياطين بغرض إلحاق الضرر بالآخرين وهو شرك أكبر مخرج عن الديانة الإسلامية , وفي الديانة الإسلامية الفودو تعتبر من الديانات والموروثات الوثنية الشركية , وهذه الموروثات والخرافات الوثنية في المنظور الإسلامي شرك وكفر أكبر أصحابه مشركون بالله ويستعينون ويستغيثون بالشياطين لتحقيق مآربهم وكل ذلك محرم ومحظور بحسب أحكام الإسلام , ويعاقب الساحر سواء كان من مستخدمي الفودو أو أي نوع من أنواع السحر بالقتل ، ويتم تطبيق هذا النوع من العقوبة في دول مثل المملكة العربية السعودية , السودان , الصومال , إيران , أفغانستان سابقا



دمية الفودو يمكننا أن نقول بنوع من الثقة إنها أساس اعتقاد الأغلبية بأن الفودو ما هو إلا طقوس لممارسة السحر الأسود. والدمية كما هو معروف للبعض مجرد دمية تصنعها من أي شيء في متناول يدك, حتى لو كان مجموعة من القش, وتلبسها بملابس قماشية, ثم تضم إلى هذا كله شيئا من الشخص الذي تريد التأثير عليه بدمية الفودو.. شعره.. قطرات من دمه.. أظافره. بعد أن تصنع الدمية ستمسكها وستبدأ في ترديد طقوس وأناشيد الفودو -والتي يجب أن تكون مؤمنًا بها إيمانًا مطلقًا وإلا فلا داعي لإضاعة الوقت– ثم ستحضر مجموعة من الإبر الطويلة, لتبدأ المرح.. بدمية الفودو يمكنك التأثير على الشخص الذي صنعت الدمية لأجله, ويمكنك التحكم في تصرفاته أو تعذيبه أو حتى قتله, وفقًا لقوتك الروحية وتمكنك من طقوس الفودو. البعض يظن أن هذه الدمية هي سحر أسود حقيقي والبعض يعتقد أنها مجرد هراء, وأيًا كان الأمر فمن المفضل دائمًا عدم العبث فيما يتعلق بالسحر, وإلا لما جاءت جميع الأديان السماوية بنصوص صريحة تنهي عن ممارسة السحر أو محاولة تعلمه. وسواء كان الأمر حقيقة أو هراء, سيبقى الفودو محتفظًا بغموضه وأهميته وسط المعتقدات في تاريخ البشرية, وستظل صورة ذلك الإفريقي الذي يرقص عاري الجذع وقد غطت الأصباغ وجهه في ضوء القمر, هي أول ما يتبادر إلى ذهننا حين نسمع هذه الكلمة الرهيبة.. كلمة.. فودو..

وهو سحر فتاك للغاية.وفي الآونة الأخيرة شهد انتشارا في أصقاع العالم, كما جري مزج طقوسه مع غيرها من طقوس السحر الأسود.
تستخدم الملابس، والشعر، والمسامير والصورة الشخصية لصنع دمية تجسد الضحية؛ مع إبقاء منطقة القلب من الدمية مفتوحة للطقوس النهائية. وكانت الطقوس تقتضي بنزع القلب وإخراجه من جسد الحيوانات الحية ثم وضعه في منطقة قلب الدمية، ويقصد من هذه الخطوة ربط الدمية مع الضحية مع بخيط نفسي غير مرئي.

ومتى ربطت الدمية والضحية, يتم غرس إبر بطول 2-3 بوصة في نقاط محددة في الدمية لكسر نظام الطاقة للضحية. كما يتم دفع الدبابيس في الدمية فتحس الضحية كما لو كان وخزها في جسمه, حتى لو كان الضحية على بعد آلاف الأميال.
أيضا إذا أقدمت الضحية على تناول طعام أو شراب يحتوي على "الماسان" "masaan"  (رماد الأموات) والذي شحن بطاقة السحر الأسود، فإن النتيجة تكون تهديد حياة الضحية والسيطرة عليه بلا حدود.
وباستخدام أساليب الفودو يمكن قتل الضحية في مدة 28 يوما (دورة قمرية واحدة), ولكن إذا كان هذا الشخص قويا على المستوى الجسدي والعقلي والعاطفي والروحي فإنه يصبح من الصعب جدا على الساحر المهاجم قتل الضحية في غضون فترة زمنيه قصيرة وتستمر الهجمات لسنوات حتى تموت الضحية أو أن يموت الساحر



اعراض سحر دمية فودوا 

.1-الاستيقاظ مع الهزه والخوف في غضون لحظات دخولك المرحلة الأولى من النوم.
2.رؤية بقعة دخان داكنة او رماديه امام عينيك عندما تستيقظ من النوم.
3.إسوداد البشرة بمرور الوقت.
4.آلام اللسع فى اجزاء مختلفة من الجسم.
5. اللسع في اللسان , ومع الصحوة يحس بالألم الشديد مع تكون بثره على اللسان.
6.الإحساس بحريق يشبه حرق سعف النخيل .
7.تكون الشفاه وغيرها من اجزاء الجسم منتفخه ( متضخمة) بلا اسباب طبية.
8.الإرهاق ونقص الطاقة لأداء الأنشطة اليومية.
9.الإحساس بالوخز في اجزاء الجسم
10.الإحساس بمثل دبيب النمل بجسدك
11. مزاج متأرجح و تفكير سلبي للغاية يمكن ان يؤدى الى الانتحار
12.الشده والثقل على الجسم أو على أجزاء معينه.
13.رائحة عفن تتصاعد تدريجيا مع مرور الوقت، حتى يشعر الشخص الضحية بأن جسده يتحلل كالجثة الميتة

وبتواصل الهجمات , فإن حال الضحيه يتردى على مستويات متعددة ؛ يلازم السرير ,يعانى دون أن يمكن علاجه أو مساعدته , فالأعراض تضلل الاطباء ويموت في النهاية بلا سبب طبي معروف.

اليك بعض التحذيرات :
.
1-لا تتناول طعام او شراب من اي شخص ما لم يشاركك الشخص نفس الغذاء .
2.السحر الاسود يمكن ان يتم ايضا باستخدام اسمك واسم امك وبالتالي لا تعطي هذه المعلومة للجميع.
3.السحر الاسود يتم باستخدام صورك ، الملابس ، والشعر ، الدم ، اللعاب ، وانسجه الجلد , الطمث وغيرها من متعلقاتك.
4.تتأثر المراه بسهولة بالسحر الأسود أكثر من الرجال , وتظهر عليها الآثار بشكل أكثر جلاءا.
5.السحر الاسود يمكن ان يتم بلمسك أو حتى بمجرد النظر الى عينيك مباشرة.
6.السحر الاسود حقيقة , و هو علم قديم يمكن ان يؤذي الناس ما لم يتبعوا قاعدة الثقة بالله
والتحصن به. شفاكم الله وعافاكم وادام عليكم الصحه والعافيه 

بعض الطقوص:-
1-وحين يريد شخص عند هنود (أوجيبواى) إيذاء أحد أعدائه فإنه يصنع له تمثالاً صغيراً من الخشب ثم يغرز إبرة فى رأسه أو فى قلبه أو يطلق عليه سهماً، اعتقاداً منه بأن عدوه سوف يشعر بالآلام الحادة فى ذلك الجزء من جسده الذى يقابل الموضع الذى أصابه السهم..أما إذا كان يريد قتل عدوه مباشرة فى التو واللحظة فإنه يحرق التمثال أو يدفنه وهو يردد بعض الصيغ السحرية. وثمة طريقة مختلفة فى (الملايو) تقوم على أساس أخذ بعض أجزاء صغيرة من الأظفار والشعر والحواجب وما إلى ذلك بحيث يمثل جميع أجزاء الضحية، واستخدامها مع الشمع - المأخوذ من خلية نحل مهجورة - فى صنع تمثال أو دمية على هيئته، وتعرض الدمية كل ليلة - لسبع ليالى متتالية - للهب مصباح كى تحترق ببطء، ويردد الساحر أثناء ذلك: إننى لا أعرض الشمع للهب..إنما أعرض كبد فلان أو قلبه وبعد الليلة السابعة يحرق التمثال تماماً فيموت صاحبه. ولكن هذا النوع من السحر يستخدم أيضاً - وإن كان بدرجة أقل - فى أغراض الخير، كتسهيل عملية الوضع والولادة ومنح النسل والذرية للنساء العقيمات..! 2-طقوس مرعبة في تلك العقيدة السوداء عقيدة (الفودو)، حيث أنه من المعروف في تلك العقيدة أن يقوم كاهن (الفودو) الشرير ببيع أرواح الآخرين إلى قوى الشر (الشيطان)، وحيث أن قوى الشر في تلك العقيدة الوثنية تختلف عن بقية العقائد الأخرى، فهي تشترط على الكاهن أن يبيعها أرواح أقرب الناس إليه، وكذلك أحبهم لنفسه، وعندما تموت الضحية المسكينة فإنها تتحول إلى (زومبي) أو (ميت حي)، ولكن ماذا بعد أن يفنى جميع أقرباء وأحباء الكاهن؟ الاتفاق هو الاتفاق، ويكون الاتفاق أنه عندما تفرغ أرواح المقربين والمحبين يأتي الدور على الكاهن الشرير فيقدم روحه لقوى الشر لتتحول جثته هي الأخرى فيما بعد إلى (زومبي). والسؤال كيف يتم أو يحدث ذلك؟ وذلك يتم بأن يختار الكاهن منزل الضحية التي قرر أن يبيع روحها إلى الشيطان والمرشحة جثتها لأن تكون (زومبي)، حيث يصل الكاهن الشرير ويضع فمه على فجة من الباب، ثم يستنشق الهواء بقوة من غرفة الضحية المسكينة، وخلال استنشاق الكاهن الهواء يسحب روح الضحية، ثم يفرغها في زجاجة، ويحكم عليها الغطاء، بعد ذلك بأيام قليلة تشعر الضحية بضعف شديد وهزال لا يعرف الأطباء سببا له، ينتهي بوفاة سريعة، وحينما تدق الساعة منتصف الليل يتسلل الكاهن إلى قبر الضحية ليلة دفنها .. ويفتح التابوتن وينادي على الميت باسمه، حيث أنه طبقا لعقيدة (الفودو) فإن الكاهن يمسك بروح الضحية الميت من زجاجة محكمة الغطاء، ومن ثم فإن الميت بمجرد سماع اسمه ينادى فإنه يرفع رأسه على (الفودو)، ويتقدم الكاهن ويفتح غطاء الزجاجة، ويضع فوهتها تحت أنف الميت لمدة ثلاث ثوان فقط، فيقوم الميت متعثرا، وعقب ذلك يقوم الكاهن بتقييد الجثة المتحركة بالسلاسل من الرسغين والرقبة، ثم يقوم بضرب الميت فوق كفيه وأسفل رأسه لمزيد من استعادة الوعي، وفي أغلب الأحيان فإن الكاهن الشرير يتعمد أن يصحب الميت الحي معه بالقرب من منزله حتى يتأكد من أنه لم يتعرف به، ولن يعود إليه مرة ثانية، حيث يقوم بعد ذلك بتسخير ذلك الميت الحي لخدمة أغراضه الشريرة.
  بعض حوادة من سحر الفودو:- 1-(وليام سيروك) وهو صحفي أمريكي اهتم بدراسة عالم (الزومبي)، أحد هؤلاء الين رصدوا حوادثهم، وهي كثيرة وشائعة في (هايتي)، وسجل العديد من قصص الضحايا في مؤلف شهير له، روى فيه أن شركة (هاسكو) وهي شركة مشتركة بين هايتي وأمريكا، طلب يوما عمالا لجني محصول قصب السكر، وعلى الفور توجهت أعداد كبيرة من العمال إلى مكاتب تشغيل الشركة للانضمام للعمل، وكان من المعتاد في هذه المناطق أن يعمل العمال في جماعات، ويتم دفع أجرهم إلى الملاحظ الذي يقوم بتوزيع الأجر، ويحصل على نسبة معينة منه، وذات يوم جاء أحد السحرة وزوجته مصطحبين معهما تسعة رجال يرتدون خرقا بالية، وتوجهوا إلى مكتب تأجير العمال بالشركة ،وقال الساحر أنهم مزارعون بدائيون يسكنون التلال والمناطق النائية، وأنهم يتحدثون بلهجة ريفية غير مألوفة، ولا يفهمون الفرنسية، وأنهم على الرغم من ذلك أقوياء ويعملون بجد واجتهاد، وقد وافق رئيس العمال على اقتراح الساحر، وكان اسمه (جوزيف)، بأن يعملوا في معزل عن العمال الآخرين، لأنهم يخجلون ويضطربون من الغرباء، ولكن السبب الحقيقي وراء اقتراح الساحر كما أكد سكان المنطقة للصحفي الأمريكي، كان خوف الساحر من أن يتعرف أحد أقارب هؤلاء العمال عليهم لأنهم كانوا من (الزومبي). ويواصل الصحفي الأمريكي روايته فيقول؛ أن عمال الساحر (جوزيف) الغامضين بدأوا يعملون بجد خلال ساعات النهار، إلا في أوقات راحة قليلة كانوا يتناولون فيها وجبة من الخبز غير المملح لماذا؟ لأن تقاليد سحر (الفودو) تؤكد أنه إذا تناول (الزومبي) طعاما مملحا أو لحوما فسوف يدرك حالته الحقيقية، ويتوجه إلى قبره حيث مكانه الطبيعي، (لذلك هناك معتقد سائد بأن الملح له تأثير في السحر، وهذا قد يجدي مع السحرة لكنه من سحر السيمياء، وبكل بد لن يجني في العلاج الشرعي)، وفي أحد الأيام مرض الساحر (جوزيف)، فترك لزوجته مهمة الذهاب بالعمال، وأثناء توجههم إلى الحقل التقت بهم سيدة شعرت بالرثاء نحوهم، واعتقدت أن إعطائهم بعض الأطعمة سوف يسعدهم، وبمجرد أن قاموا بمضغ الطعام المملح أدرك (الزومبي) أنهم ينتمون للقبور المظلمة، وليس لعالم (هايتس)، فقاموا بإطلاق صيحات حزينة، وتوجهوا تجاه قبورهم في الجبال البعيدة عبر الغابات، وعندما وصلوا إلى هناك تعرف عليهم أقاربهم وأصدقاؤهم الذين سبق وقاموا بدفنهم منذ شهور مضت، وعندما وصلوا للمقابر أزاحوا الصخور التي تغطيها، ونزلوا بداخلها متحولين إلى جثث متحللة. وقد نقل الصحفي الأمريكي تلك الرواية عن صاحب مزرعة في (هايتي) يؤكد أنه لا يؤمن بالخرافات المنتشرة في (هايتي)ن ولكن بالنسبة له كان (الزومبي) حقيقة لا تحتمل الشك، ويشاركه في الإيمان كل سكان (هايتي) الذين يخشون كهان (الفودو) الشريرين، والذين يعيشون معظم حياتهم بين القبور وجثث الأموات، ويؤكدون أن قمة السحر لديهم (إحياء الموتى)، وأن كان كاهن (الفودو) الشرير لا يزعم بأن لديه القدرة على إعادة الروح (المقصود بالروح هنا القرين من الجن، وليس الروح التي بخروجها يموت الإنسان) إلى الجسد فقط، هو يؤكد بأن لديه القدرة على إعادة الروح إلى داخل الجسد الميت، فيتحرك ويمشي ويتكلم قليلا، إلا أن هذا الجسد يصبح عبدا لهذا الكاهن، وحيث إنه شرير فإن الكاهن يسخر الميت الحي في أغراض شريرة، فيمكن أن يقتل له شخصا على سبيل المثال، أو أن يبيع الكاهن (الميت الحي) الذي لا يملك من نفسه شيئا إلى أحد أصحاب المزارع، فيعمل في السخرة بدون أجر وإلى الأبد. 2-أثارت ظاهرة (الزومبي) اهتمام العديد من الكتاب والصحفيين والعلماء ورجال الدين، وهؤلاء تمكنوا من رصد العديد من حالات (الزومبي)، وبعض هؤلاء كما ذكرنا رجال دين أقاموا الصلاة على أموات ودفنوهم بأيديهم، وأغلقوا عليهم القبرن ليفاجئوا بهؤلاء الأموات بعد بضعة أيام يتجولون في حالة أقرب إلى الجنون، ومن تلك الحالات حالة سيدة شابة اسمها (فاليشيا فيلكس) ماتت ودفنتن وبعد وفاتها بأعوام طويلة كانت شقيقتها التي أصبحت عجوزا تقف أمام منزلها، وإذا بها ترى شقيقتها الميتة والتي دفنتها بيديها تهيم أمامها في الحقل المواجه للمنزل، عارية كما ولدتها أمهان وفي حالة صحية في منتهى السوء، فصرخت، وهكذا فعل جميع أفراد العائلة الذين تعرفوا على ابنتهم التي توفيت ودفنت من قبل، وها هي ترقد الآن على الفراش أمامهم، لا تقوى على الكلام أو استيعاب ما يقال لها، وتأكل بصعوبة فهي ليست سوى جثة متحركة. وتصف (زوراهورستون) الكاتبة الأمريكية والمتخصصة في دراسة عقيدة (الفودو) وهي واحدة ضمن قليل من المتخصصين الذين التقوا بالحية الميتة (فاليشيا) فتقول كان المنظر مرعبا .. كان الوجه خاليا من أي تعبير .. العينان .. لا تعكسان أي ردود أفعال .. وكانت هناك هالات بيضاء غامضة حول عينيها حيث يحسب الناظر للوهلة الأولى أن الجفون قد ذابت بفعل حامض قوي .. كانت حطاما حيا أو ميتا لا ادري .. لا استطيع أن اجزم بشيء حيث أنني لم أستطع أن أواجه ذلك المشهد المرعب أو أواجه الفكرة اكثر رعبا لمدة ساعة فقط. 3-وفي كتابه (غير المرئيين) يسجل (فرانسيس هوكسلي) عالم الأجناس البريطاني البارز عددا من أغرب حالات (الزومبي) ويقول أنه زار جزيرة (هايتي) في أحد الأعوام، وهناك أقام بجوار كنيسة كاثوليكية كبيرة في العاصمة، وفي غحدى الليالي استدعاه راعي الكنيسة، ليفاجأ بأحد هؤلاء (الزومبي) جالسا في الفناء الخلفي للكنيسة، وعلى الفور قرر (هوكسلي) وراعي الكنيسة ضرورة تسليم (الزومبي) التعيس إلى مركز الشرطة بصفتهم الجهة الرسمية التي يمكن أن تتصرف حيال هذا الموقف، إلا أن البوليس أصابه الرعب من مجرد دخول الميت الحي إلى قسم الشرطة. وأخيرا وجدت الشجاعة طريقها إلى قلب أحد الأشخاص الذي قدم محلولا ملحيا لهذا (الزومبي)، الأمر الذي ساعده على استعادة بعض من وعيه وأخيرا نطق باسمه، وتعرفت عليه عمته وأكدت والرعب ملء عينيها أنه مات ودفن من أربع سنوات، وعلى الفور تم استدعاء أحد كهنة (الفودو) الطيبين! الذي نجح بوسائله الخاصة في معرفة اسم الكاهن الشرير الذي أيقظ ذلك الميت المسكبن من نومته الأخيرة، كما اكتشف أن الساحر الشرير فعل نفس الشيء مع عشرات الأموات لكي يعملوا بالسخرة في مزرعته للأبد. وبالرغم من كل ذلك رفضت الشرطة مدفوعة برعبها إلقاء القبض على الكاهن الشرير، وبعد يومين بالضبط تم العثور على جثة (الزومبي) المسكين وهذه المرة جثة بلا روح ولا حركة، بعد أن قتله الكاهن الشرير للمرة الثانية بسبب الفضيحة التي سببها له، وبسبب ما يمتلكه هؤلاء الكهنة الشريرون من قدرات مرعبة فإن سحرهم الذي يطلق عليه (الفودو) قضية لا تناقش في (هايتي)، حيث يخشى السكان هؤلاء السحرة لأنهم يخافون أن يتحول أقاربهم الموتى إلى جثث متحركة تعمل لحساب هؤلاء الكهنة الأشرار، لذلك يحرص سكان (هايتي) حتى اليوم على بناء غطاء حجري متين لتغطية قبور أقاربهم المتوفين، حتى لو باقتراض المال لبناء مثل هذه القبور. وفي الختام و خلاصة القول سحر الفودو أحد أقوى أنواع السحر ولن أبالغ ان قلت الأقوى لهذا علينا التمسك بالدين و المبادىء الأنانية السامية وادعو اللة أن يحفظنا و يحفظكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية