حياة غامضة: ظهور جديد لعبدة الشياطين بمصر

الاثنين، 10 أبريل 2017

ظهور جديد لعبدة الشياطين بمصر

"لسنا بسحرة أو مشعوذين، ولسنا بجان أو مردة. نحن التابعون المختارون، تابعون لملكوته، ولميثرا وديودونيسوس. تجلَّى ضوء شموسهم في 25 كانون الأول، وماتوا لمغفرة الخطايا. ثلاثة عشر خادمًا وخادمة. نفعل ما نؤمر خاضعين. القرابين من دم الغزال والأطفال تنير نهري الفرات وسبأ. لا نسخِّر الجان بل نحن من سُخِّرنا لخدمة النور الذي تجلى ليكتمل الهرم ليهبط في أيلول معلنًا عن قبول قربان التعبّد".


صفحة تحمل اسم "تحت الأرض" تجد صدى في مصر وتبشِّر بعودة عبدة الشيطان، لتثير حملة من السخرية والقلق بين نشطاء فيسبوك وتويتر
هكذا أعلنت صفحة مجهولة الهوية، ظهرت فجأة، عن نفسها، وحملت اسم "تحت الأرض" لتبشِّر بعودة عبدة الشيطان في مصر، ولتثير حملة من السخرية والقلق، بين نشطاء فيسبوك وتويتر. بثَّت الصفحة المريبة احتفالات قالت إنها "مباشرة" من تحت الأرض لإحياء طقوس الجمعة المباركة، في الأول من نيسان/أبريل 20177.
حتى الآن، لم تجد الصفحة إلَّا نوعيْن من التفاعل مهما نشرت من صور أو كلمات تشبه التعاويذ: الأول تعليقات بآيات من القرآن من جانب الجادّين، الذين يحذِّرون من مخاطر الصفحة، والثاني أكثر ميلًا إلى السخرية، بأن الأمر ليس أكثر من خدعة وأكذوبة ولعبة ستشغل وقتها وتنتهي.
ويدّعي القائمون على الصفحة أنهم سيظهرون قريبًا، وتمهيدًا للخروج الكبير وضعوا صورًا ومقاطع فيديو لطقوسهم الشيطانية، والعلامات والطلاسم التي يحملونها للعالم، "استعدادًا لبَعث عبدة الشيطان من جديد في مصر".
ما لفت المهووسين بالصفحة أكثر من أي شيء آخر هو اللغة التي يتحدَّث بها "عبدة الشيطان" الجدد. فالكلام لا يخلو من الرموز وأسماء آلهة وثنية ويونانية وشخصيات ووقائع تاريخية، تشبه التعويذات الواردة في كتاب شمس المعارف، الأكثر رعبًا في التاريخ. وتقدَّم الصفحة كل ذلك كأدعية وقراءات تخصّ عبادة الشيطان، والعهد المقدّس لتابعيهم، ما دفع 71 ألف شخص إلى الإعجاب بالصفحة خلال أربعة أيام فقط، ولا يزال العداد يحسب المزيد من المعجبين الجدد، يتابعون الظهور الثاني لعبدة الشيطان في مصر.
ونشرت فتاة، لا تزال مجهولة إلى الآن، صورتها بماكياج عبدة الشيطان؛ الشفتان الملونتان بالدم، والعين المرسومة بالكحل الثقيل، قائلة: "أنا الخادمة رقم 6 من بين 13 خادمًا من الشرق الأوسط، أُمروا من القيادة الهيكلية المقدسة بكشف هوياتهم في هذا الوقت، وأنه في يوم 29 سيظهر هوية كل خادم من الخدام عدا الخادم 13 محتفظين بهويته، وسيتحكمون في كل صغيرة وكبيرة في حياة كل الناس سواءً أرادوا ذلك أم رفضوا".

يعنون أصحاب الصفحة الغامضة رسائلهم بـ"مزامير القرآن"، ووراء كل رمز أو تعويذة يهدِّدون الجميع: "لقد جئناكم بمتن الخطيئة وأسفار التطهير.. عند كل باب ستجدوننا". وهناك تهديد آخر: "ليقبل تقسيم دولكم، وتقسيمكم فيما بينكم حسب لونكم، دينكم، أسماء عوائلكم واضطهاد من أسفل منكم في المثلث وتعنيف أقلياتكم الجنسية، ليقبل تخبطكم ليؤجرنا الدينونة".
وردًا على الأسئلة والاعتراضات على لهجة "عبدة الشيطان"، تتوالى الأوامر: "حجوا إلى الغابة البوهيمية لمن استطاع إليه سبيلاً فهناك الإجابة على بوم الشجر أسفل نار تحت الأرض من مملكة سبأ تضيء إلى كاليفورنيا نورها طاووس المحبة".
مسَّت الصفحة وترًا حساسًا لدى المصريين، خاصة أنهم شهدوا بدايات حفلات عبدة الشيطان في مصر عام 1996 حين انتهى الأمر على كابوس، عندما شك ضابط شرطة في سلوك ابنه، وتتبعه فوجده منضمًا لإحدى مجموعات الشباب التي تمارس طقوسًا غريبة من بينها صلوات في بيوت مهجورة، وألقى القبض عليها، فاعترفوا إنهم "مجموعة عبدة شيطان". واتَّسموا في ذلك الوقت بالشعر الطويل، ورسم الصليب المعقوف على صدورهم وأذرعهم، وارتداء سلاسل سوداء يتدلى منها رأس شيطان بقرنين.
تتمحور أفكار مجموعات عبدة الشيطان، التي بدت جليّة في مجموعة "تحت الأرض"، التي انتشرت مؤخرًا، حول عقيدة أن الشيطان ظُلِم من الله عندما طرده من الجنة حين رفض السجود لآدم، ولذلك فآية عقيدتهم، ووصيتهم الأبدية، أنْ "أطلق العنان لأهوائك، وانغمس في اللذة، واتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك، ويجعل وجودك وجودًا حيويًا".
لا تزال منشورات صفحات "تحت الأرض" المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تؤرق الجميع حول هوية أصحاب تلك الصفحات، واتجاهاتهم الفكرية.
منذ الأمس، ومنشورات متتابعة للصفحة تلمح فيها أنها المسئولة عن التفجيرات التي شهدتها كنيستي "مار جرجس" بطنطا، وكنيسة "مار مرقس" بالإسكندرية، والتي أسفرت عن سقوط 43 شهيدًا وإصابة أكثر من 120 مصابًا.|
الصفحة الأساسية، أنشئت منذ ما يقارب الشهر، وكان هدفها نشر فكر عبدة الشيطان بين رواد المواقع الإجتماعية عبر بعض المنشورات المثيرة والغير مفهومة، مما جعل البعض يشبهها بتعويذات سحرية.
وتعود ظاهرة عبدة الشيطان بمصر، لقضية شهيرة حدثت عام 1997، عندما تم القبض على مجموع من الشباب بهذه التهمة، بعدما اتضح قيامهم ببعض التصرفات الغريبة بجانب سماعهم الموسيقى الصاخبة المعروفة بإسم "الميتال"، بداخل قصر البارون بالقاهرة.
منذ وقتها، اختفت هذه الظاهرة من مصر، قبل أن تعود في الفترة الحالية عبر تلك الصفحات دون أن يُلقى القبض على أحد المتهمين بالقيام بهذا الأمر.
منذ نهاية مارس الماضي، بدأت شهرة الصفحة التي  وصلت إلى 35 ألف متابع، ثم ارتفعت عقب أحداث أمس، وتضم بحسب منشورات الصفحة 13 يقولون أنهم خدام ل"لوسيفر" وهو الشيطان، وأنهم مأمرون من القيادة الهيكلية بكشف هويتهم جميعًا عدًا الخادم 13 الذي سيتحفظوا عن هويته.
13 شخصًا لا يعرف أحد هويتهم، أو جنيستهم، بل أن الواضح طبقًا لتفكيرهم، ويؤكدون خلال الصفحة نيتهم التحكم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس سواء بإرادتهم أو دون ذلك، من أجل إعادة حق الشيطان، بحسب رؤيتهم، والذي يؤكدون أنه تعرض للظلم من الله، حسب ما يقولون.
وتؤكد الصفحة أنهم لا يضمون أي فرد يطلب الانضمام مثل أي جماعة، بل أنهم من يختارون أصحاب الولاء، كما أن الجماعة تستخدم ما يسمى بـ "مزامير القرآن"، ويرددون دائمًا مقولة : "لقد جئناكم بمتن الخطيئة وأسفار التطهير، عند كل باب ستجدوننا"


منشورات الصفحة المليئة بالطلاسم، دفعت العديد من الصفحات بأخذ نفس الاسم، واتخاذ نفس المسلك في المنشورات غير المفهومة، وتثير استغراب البعض تارة وسخريته تارة أخرى.
الصفحات المتعددة، والتي نشر بعضها ما يوحي بأنهم وراء التفجيرات الإرهابية الأخيرة، وأصبحوا يرسلوا تهديدات مستمرة بإحداث تفجيرات مماثلة في مصر، والتي رغم ذلك يؤكد البعض أنها مجرد "بوستات" مزيفة من البعض لا أساس لها من الصحة، مستخدمين صورة يظهر فيها تعديل على بوست نشرته أحد الصفحات تم إضافة كلمة "صليب محروق" في البوست الأصلي للدلالة على أنهم وراء تلك التفجيرات.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا للصفحة روجت فيه لما اعتبروه "رسالة تفجير"، حيث أن الرقم 9 يحمل يوم 9 أبريل، بينما فسر البعض كلمات "تحقير وتفجير وصليب محروق" إلى حدوث تفجير بالكنيسة، بينما فسر البعض كلمة الشمال على البحر المتوسط بأنها الإسكندرية، والمفترق الطرقي هي طنطا.


صفحات "تحت الأرض" لم تتوقف عند مخاطبة مصر فقط، بل أن اتضح وجود صفحات تشبه سلوك نفس الصفحة اسمها "تحت عمان" وتستهدف الشعب الأردني.
وأنشئت هذه الصفحة يوم 3 أبريل بعد الضجة التي أحدثتها الصفحة الأكبر، ولكنها لم تجد رواجًا مماثلًا فعدد متابعيها لا يزال 65 متابعًا فقط رغم مرور أسبوع على إنشائها.
وتنشر الصفحة نفس الطلاسم الغريبة وغير المفهومة، مثل نشرها يوم 5 أبريل، وما نشر "ال ١١:١١ بتوقيت الارض السوداء ارض الهرم الأكبر المقدس بعين حورس امين عند الخادمة رقم ٦، مكعب راقصه.اشعر به في جسدي انه حامل النورمن تحت الأرض، اقتربوا منه" إلى نهاية البوست.


ويرجح البعض أن تحمل صفحة "تحت عمان" ألغاز أو تهديدات وأحداث إرهابية تهدد العاصمة الأدرنية عمان، مثل التي ضربت مصر، أمس، وذلك في حالة صحة ما تشيعه تلك الصفحات حول وقفها وراء تلك التفجيرات الإرهابية.



وتحاول مجموعة "عبدة الشيطان" عبر تلك الصفحات لنشر فكرهم وضم عدد أكبر من الشباب والكبار لأفكارهم التي اعتنقوها ويريدون تنفيذها بحكم العالم كله. 

هناك تعليقان (2):

  1. هو الكلام ده بجد

    ردحذف
  2. الشاب الجزائري4 أكتوبر 2017 في 7:37 ص

    ليه المصريين يحبوا الفساد في الارض نساءهم لعب ورجالهم لمن غلب اخبروني لماذا هذا المصاب

    ردحذف

عبر عن رايك وشاركنا بيه رايك يهمنا ..
ولكن الرجاء الألتزام بأدب الحوار والابتعاد عن المشاحنات وعدم التطرق الى الامور التي تثير الكراهية